الجنادرية..ملحمة وطنية

حدث وطني يطل كل عام بصوره التراثية والفلكلورية والحرف اليدوية.

إنيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الحفل الخطابي والفني للمهرجان الوطني السنوي التاسع والعشرين للتراث والثقافة (الجنادرية). وشاهد سمو ولي العهد أوبريت الجنادرية (كوكب الأرض).
زوار الجنادرية يحرصون كبارًا وصغارًا على زيارة الأجنحة والبيوت التراثية التي تكتنز بالتراثيات، فهي من أكثر الأماكن ارتيادًا لمشاهدة الحرف اليدوية والمهن القديمة التي لم تعد هناك فرصة لمعايشتها إلا في الجنادرية. من تلك الأجنحة المتميزة القرية التراثية في جازان والتي أبهرت الزوار بصناعة الفخار والأواني الحجرية كالبرمة والمغش والمركب والمطحنة وغيرها من الصناعات المتأصلة في المنطقة، علاوة على صناعة الأدوات المنزلية، وصناعة الزنابيل، والسجاد، والكراسي الخشبية، والقبعات، والصوافع «المراوح» والتي يتم تجميلها بالرسومات والزخارف، وصناعة الحلوى الجازانية والسمسم.
ولمشاهدة (القهوة والدلة العربية) لا بد من الاتجاه صوب بيت حائل لمعاينة أدوات القهوة ودلالها الرائعة. فالدالة الحائلية تنفرد عن غيرها من الدلال الأخرى بجمال نقوشها وخامتها، فهي من النحاس الخالص بعكس الدلال الأخرى التي تدخل في صناعتها معادن أخرى.
ومن حائل إلى قرية الباحة التراثية، والتي تعد واحدة من أبرز القرى التراثية في المهرجان كما يؤكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والذي عبَّر عن إعجابه بالتصميم العمراني القديم للقرية. ومن أكثر الأركان تفاعلاً بالباحة ركن البنائين الذين يقومون بتشييد بناء حجري بمصاحبة الأهازيج التراثية. تنقسم القرية إلى مجموعة من الأركان ويفوح من جنباتها الكادي والريحان والسمن والأقط والسمسم، وهناك أركان أخرى مثل أركان الجنابي، والخياطة اليدوية، والعسل، والأدوات المنزلية القديمة، والألعاب الشعبية. وقدم المطعم الشعبي أصنافًا من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، ومن هذه الأكلات: خبزة المقناة والمرقوق والمقلقل والعصيدة والدغابيس.
حفل جناح عسير بالعديد من الفعاليات، وكان من بينها حفل شعبي وأوبريت شارك فيه أكثر من 150 شابًا من ثلاث فرق شعبية عبر سبع لوحات فلكلورية من تراث منطقة عسير، وكان متحف محافظة بيشة أحد أبرز محتويات الجناح، وضم مجموعة من الأحجار النادرة، والأزياء المختلفة، والأسلحة، ولوازم الإبل، والأواني المنزلية، وأدوات الزراعة.
وكان للمنطقة الشرقية حضور لافت من خلال «بيت الخير» الذي يعد تحفة معمارية، ونجح في نقل صورة كاملة لتاريخ المنطقة، وبيئاتها، وأشهر الحرف اليدوية فيها.