المحطة الأولى
«للسعودية» في كندا

المسافر إلى كندا يشعر بأنه في رحلة من أعجب رحلات التاريخ، تصادفه السهول المنبسطة الشاسعة، والجبال الشامخة، والجزر المتنوعة في مساحاتها وألوانها، والبحيرات المنبسطة في أكثر من مكان في مساحات ممتدة على طبيعة خلابة.
محمود الديب

تمتد مساحة كندا على عشرة ملايين كيلومتر مربع، والمناظر الخلابة يلحظها الزائر أينما اتجه، وهناك العديد من الوجهات السياحية في كندا التي لا غنى عن زيارتها. أول تلك المعالم شلالات نياجارا الهادرة في أونتاريو، ولمشاهدة الدلافين لا بد من زيارة جزيرة فانكوفر ويقصد نهر السان لوران لرؤية الحيتان، وعاشقو المحميات يمكنهم زيارة محمية بانف في البرتا والألف جزيرة ومنتجع ويسلر للتزلج. تطول قائمة المدن التي يمكن زيارتها في كندا، ومن تلك المدن تورنتو، وهي من أكبر مدن كندا وعاصمة مقاطعة أونتاريو، وتقع في شمال غرب بحيرة أونتاريو. تورنتو من أكثر مدن كندا ازدحامًا بالسكان، وتحتل المركز الخامس في قارة أمريكا الشمالية بعد مكسيكو، ونيويورك، ولوس أنجلس، وشيكاغو، وهي ميناء لمنطقة الحصان الذهبي والذي يلتف حول بحيرة أونتاريو ويمتد من تورنتو حتى شلالات نياجارا. يعتقد أن أصل اسم «تورنتو» مشتق من كلمة في لغة قبيلة «إيروكواز» وهي «تكارونتو» والتي تعني المكان الذي تنتصب فيه الأشجار في الماء، كانت قبائل «الهورون» وهم السكان الأصليون يقومون بزراعة الأشجار لاصطياد الأسماك بطريقتهم الخاصة من بحيرة أونتاريو. تبدأ الرحلة في تورنتو من ضفاف بحيرة أونتاريو وحديقة تورنتو الموسيقية، وهناك شخصيات منحوتة تخلد ذكرى 20 ألف مهاجر أيرلندي هاجروا إلى تورنتو عام 1847. وعلى طول رصيف كوينز يوجد ممر متموج الطوابق يتيح لهواة الركض ممارسة رياضتهم المحببة إليهم وسط أجواء طبيعية خلابة. حولت مدينة تورنتو أرصفتها الخرسانية وصوامعها المهجورة التي توجد على الواجهة البحرية إلى أماكن عامة لقضاء أمتع الأوقات، فخلال العقود الماضية عكفت على تحويلها إلى تحفة فنية ونجحت في ذلك. وخلال أشهر الصيف يمكن الاستجمام وممارسة الرياضات المائية بمختلف أنواعها على طول تلك الواجهة البحرية. من المؤسف أن تورنتو تعرضت في عام 1904 لحريق أطلق عليه حريق تورنتو الكبير، دمر أجزاء من وسط المدينة، لكنها سرعان ما استعادت رونقها، وأعيد بناء المدينة من جديد، حتى أصبحت واحدة من أجمل المدن ليس في قارة أمريكا الشمالية بل وفي العالم كله.
أصبحت تورنتو منذ منتصف القرن الماضي مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا متفردًا في كندا كلها. ولعل سياسات الهجرة المفتوحة التي بدأتها في فترة الستينيات كانت وراء وصولها لتلك المكانة، ما حولها إلى إحدى المدن الأكثر تنوعًا من الناحية الثقافية والعرقية في العالم. السمة المناخية السائدة في كندا هي البرودة، حيث إن متوسط درجة الحرارة يصل إلى 3.8 درجة مئوية في أوائل العام، لكن تورنتو تحظى بحرارة معتدلة في فصل الصيف، والرطوبة لا تزيد درجتها القصوى على 27 درجة مئوية ولا تقل عن 18 درجة مئوية. وأفضل أوقات العام لزيارة تورنتو هي أواخر الربيع وبداية الصيف والخريف. لكن تورنتو لا تخلو من السياح حتى في فصل الشتاء. وتطول قائمة المعالم التي يمكن زيارتها في تورنتو، وفي مقدمة تلك المعالم: