السلوك الأفضل للأطفال


بقلم: محمد سعيد المولويد. خالد النمرحتى لا يصبح دورك كأم صعبًا في أماكن التسوق، كلفي طفلك بمساعدتك على الاختيار.

Mindy Walker- ميندي والكر

عندما يتأرجح أحد أطفالك من عربة التسوق ويكاد يقع وينهمك الثاني في سحب كل ما تقع عليه يداه من علب البسكويت الموضوعة على الرفوف، وعندما يزداد الأمر تعقيدًا بضياع قائمة المشتريات بينما يأخذ صخب الأطفال نسقًا تصاعديًا وتشرعين أنت في التهدئة والتنبيه، فإن ذلك يؤكد أن ممارسة دور الأم يصعب في الأماكن العامة. يمكن أن يكون محل التسوق مكانًا جذابًا جدًا بالنسبة إلى الأطفال، ولكن ذلك لا يتم إلا إذا عملت من أجل تحقيق هذه الغاية. تحدثي إلى ابنتك كأن تقولي لها: هناك أنواع كثيرة من البيض، كالأبيض والبني والعضوي، ومنها ما لا يوضع في علبة. وهذا فلفل بوبلانو المكسيكي اللذيذ عند القلي.
قد لا تحفظ الابنة كل المعلومات التي تقدمينها لها ولكن حديثك يجعلها تحافظ على تركيزها وهدوئها. فإذا واجهت نوبة من البكاء المتواصل وبدل أن تكرّري وعدك بأنكما ستغادران خلال خمس دقائق، كلّفي طفلك بجلب بعض الأشياء البسيطة مثل الحليب ذي العلامة الزرقاء أو الحبوب في العلبة البرتقالية، فتكليف الطفل بقائمة مشتريات مصغرة خاصة به يصرفه عن التفكير في العودة إلى المنزل ويجعله يشعر بأنه يقوم بدور مهم.
لا تمنحي أطفالك قوة أكثر مما يلزم. فعندما تقومين بزيارة محل لبيع الملبوسات وتطلبين من طفلك قياس لباس ما، ركزي على أشياء محددة. ولا تبدئي بالبحث عن الجينز والقمصان وغيرها. فحتى الأطفال الذين يحبون الملابس الجديدة يتعبون بعد قياس ثلاث قطع من الملابس. و أما بالنسبة إلى الأطفال الذين يكرهون التسوق فمن الأفضل الاتصال بمحل الملابس مسبقًا حيث تطلبين أن يجهزوا لك بعض القطع التي تكون على مقاس طفلك وبألوان تعجبه. يمكن لكثير من المحال الصغيرة أن توفر لك هذه الخدمة.

محل ألعاب الأطفال
إن الخطوة الأهم هي تجنب الطلبات الكثيرة، فإذا أخذت طفلك معك إلى محل الألعاب فاحرصي على السرعة، حيث يصعب على الأطفال أن يفهموا أنه لا يمكنهم الحصول على جميع الألعاب، والزيارة السريعة تعني أن طفلك لن يلحظ كل الألعاب. وأما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا فحددي السبب الدقيق وراء ذهابكما إلى المحل كابتياع لعبة لمكافأة الطفل. حددي أيضًا عدد الألعاب التي تنوين شراءها ثم اطلبي منه أن يختار ألعابًا بأسعار معينة، فالتركيز على التفاصيل والتمتع ببعض النفوذ يجعلان الطفل يشعر بأنه مفيد ومميز.
مكتبة الأطفال
إن الكتب المصورة تناسب جميع الأعمار. والآباء لا ينسون فضل الكتب المصورة ورسوماتها المدهشة وروعة القصص التي تدب فيها الحياة بمجرد أن تقرأها بصوت عال. فإذا كان طفلك غير قادر على القراءة بمفرده فساعديه على ذلك بأن يقرأ كل منكما جزءًا معينًا كأن تقرئي أنت صفحة مثلاً ثم تجعلينه يقرأ مقطعًا طويلاً من الصفحة التي تليها. سيجد طفلك التجربة أكثر متعة وأقل مللاً لأنك شاركته إياها. أما إذا أصبح طفلك قادرًا على القراءة في سن مبكرة فكوني حذرة بخصوص الوقت المناسب للمرور إلى نوعية أخرى من الكتب، فإذا كان قادرًا على قراءة كتب «هاري بوتر» على سبيل المثال وهو لا يزال في الصف الثاني فلا يعني ذلك أن تسمحي له بقراءتها. فهذه القصص تتضمن بعض الأجزاء المخيفة، لذلك وحتى تحافظي على حماس ابنك فإني أقترح أن تشتري له كتبًا مثل سلسلة «مذكرات نارنيا» للمؤلف سي. آس. لويس، وهي كتب شبيهة بكتب هاري بوتر إلا أنها تعتمد على الخيال أكثر من الرعب. يمكنك أيضًا أن تجربي «راكب التنين» للكاتبة كورنيليا فونك.

مضيفة الطيران
عندما تسافرين برفقة طفل خذي أغراضًا إضافية من كل شيء. وإذا كانت رحلتك طويلة فخذي ثيابًا إضافية لك وللطفل، إذ يمكن أن يسكب المشروبات أو يوقع الطعام، كما أن إمكانية الإصابة بدوار الطيران تظل واردة، وحتى إن لم يقع أي من ذلك فإن الطائرات كثيرًا ما تكون باردة لذلك خذي معك بعض الجوارب والكنزات لتحافظي على الدفء على ارتفاع 30 ألف
قدم. احرصي أيضًا على حمل الكثير من المأكولات الخفيفة، فالمكان المخصص للتخزين في الطائرات ضيق بحيث لا يمكننا توفير أغذية إضافية عندما يشعر المسافر بالجوع خصوصًا عند وقوع تأخير غير متوقع. لا تخشي أن تطلبي منا المساعدة إذ يسعدنا أن نقدم لك العون عند الإمكان، من البدهي أنه خلال فترة صعود المسافرين إلى الطائرة لا يكون من السهل أن نلبي الطلبات الفردية، ولكن بعد الإقلاع لا يتردد معظم المضيفين في حمل طفل أو مراقبته بينما تذهبين إلى دورة المياه على سبيل المثال. يمكن تسخين طعام الأطفال أو حليبهم لأنه يتوافر لدينا الماء الساخن. اطلبي مساعدتنا و لا تقولي إن «مضيف الطيران سيغضب مني» فنحن لا نستحق أن يساء الظن بنا».

في المطعم
ليس تقديم جهاز الآيفون الخاص بك كرشوة السبيل الأوحد لبقاء طفلك سعيدًا بينما تتناولون العشاء في المطعم. جربي الجلوس في طاولة مستقلة عن طاولة أطفالك وتظاهري بأنك لا تعرفينهم، هذه دعابة ولكنها لا تخلو من الجد، فإذا خرجت مع صديقاتك واصطحبت أطفالك الذين تجاوزوا سن الخامسة فاطلبي من الكبار الجلوس في طاولة وأجلسي الأطفال في طاولة مستقلة بجانب الطاولة الأولى. فالأطفال يحبون أن تتم معاملتهم كالكبار، وفي الواقع يقل ضجيجهم واهتياجهم إذا منحهم آباؤهم بعض الحرية. إذا كان أطفالك دون سن الخامسة فحاولي الذهاب إلى المطعم مبكرًا (أي بين الساعة الخامسة والسادسة مساءً)، فعادة تكون المطاعم غير مزدحمة في ذلك الوقت، ما يجعل موظفي المطعم ينفذون طلبك بسرعة كما لا يكون هناك زبائن كثر في الطاولات المجاورة، وبذلك تتجنبين الحرج والتوتر إذا سكب الأطفال الحليب أو علت أصواتهم قليلاً. وعندما يكون الطفل جائعًا يمكنه أن يأكل بسرعة أكبر، ولذلك يمكن أن تطلبي وجبات أطفالك عندما يأتي النادل ليسجل طلب المشروبات، واحرصي أيضًا على طلب الفاتورة عندما يأتي النادل ليتأكد أن كل شيء على ما يرام، وبذلك تضمنين الخروج بسرعة إذا بدا أطفالك يفقدون صبرهم.