حول صورك الشخصية إلى رقمية
خلدون غسان سعيد
إن كانت لديك آلة تصوير رقمية، فعلى الأرجح أنك تقتني أعدادًا كبيرة من الصور الرقمية التي يمكن مشاركتها مع الأهل والأصدقاء في أي وقت وبكل سهولة. ولكن إن كنت قد اقتنيت آلة تصوير عادية في السابق، فإن غالبية تلك الصور ما تزال ورقية وعرضة للتحلل مع مرور الوقت، وتغير ألوانها، وفقدان نضارتها وجمال المواقف التي التقطت فيها، والتعرض للأضرار غير المقصودة مثل البلل أو التمزق، وفقدان تلك الذكريات للأبد. إلا أن عملية تحويل الصور العادية إلى رقمية تعد مضنية ومتعبة وتستهلك الكثير من الوقت. فيما يلي مجموعة من النصائح لتسريع هذه العملية وجعلها أكثر سهولة.
البدء بعملية المسح
النصيحة الأولى هي عدم مسح جميع الصور ضوئيًا في جلسة واحدة، إذ إنها عملية طويلة لا مفر منها، إلا أن تقسيمها إلى جلسات عديدة، كل جلسة لتصوير 20 صورة، مثلاً، ستسهل الأمر عليك وتلغي احتمال الخطأ في عدم مسح صورة ما بسبب الإجهاد أو الملل. تستطيع تسريع العملية أيضًا بمسح مجموعة من الصور في عملية واحدة، وذلك من خلال وضع الصور إلى جوار بعضها بفارق سنتيمتر أو أكثر قليلاً بين حدود كل صورة، مع القدرة على تحرير الصور لاحقًا. من شأن هذا الأمر توفير عدد مرات المسح بأضعاف عديدة.
يُنصح باستخدام تطبيق المسح الخاص بآلة المسح لديك، إذ سيقدم لك العديد من مزايا المسح المهمة، مثل اختيار دقة الصور، والقدرة على تعديلها، وإزالة المساحات الفارغة حول الصورة بكل سهولة. لا يُنصح باستخدام الهاتف الجوال والتطبيقات التي تعد بتحويله إلى آلة مسح ضوئية، ذلك أن كاميرا الهاتف الجوال لن تقدم الدقة والوضوح نفسيهما اللذين تقدمهما آلة المسح المتخصصة، مع صعوبة التقاط الصور بزوايا صحيحة وعدم القدرة على التحكم بنسب إضاءة صحيحة من خلال آلة تصوير الهاتف الجوال. تستطيع شراء طابعة وماسحة ضوئية مدمجة بأسعار منخفضة، أو شراء ماسحة ضوئية منفصلة إن كنت لا تحتاج إلى طابعة. هناك بعض الماسحات ذات التكلفة المعتدلة التي لا تحتاج إلى الاتصال بالحاسوب لإجراء عملية المسح، وتستطيع مسح الصور دون إزالتها من ألبوماتها، بل تخزن الصور على وحدات الذاكرة المحولة التي يمكن نقلها لاحقًا إلى الحاسوب لإجراء عمليات التعديل عليها.
تنظيف الماسحة الضوئية
يُنصح أيضًا بتنظيف السطح الزجاجي للماسحة الضوئية بقطعة قماشية نظيفة وناشفة، أو رطبة قليلاً، والتنظيف بلطف على الزجاج كي لا يُخدش. إن لم تستطع إزالة اللطخات بالتنظيف اللطيف، ينصح بوضع بعض الخل الأبيض على القماش (وليس منظفات الزجاج الكيميائية) والمحاولة مرة أخرى. يجب ترك السطح ينشف بالكامل قبل وضع أي صورة عليه مرة أخرى، ومن ثم تنظيف السطح بين كل 5 إلى 7 جلسات مسح، وذلك لإزالة أثر بصمات أصابع المستخدم والغبار في أثناء وضع الصور أو إزالتها. يُنصح كذلك بإزالة الغبار من على الصور قبل مسحها، وذلك لتوفير وقت تعديل الصور وجعلها أكثر جمالاً. يمكن استخدام قطعة ناعمة خاصة بالعدسات أو النظارات لإزالة الغبار، مثل تلك المستخدمة للنظارات الشمسية أو الطبية. ولا ينصح باستخدام المناديل الورقية أو القماشية الخشنة، وبالتأكيد دون استخدام المياه أو السوائل المنظفة التي ستفسد الصور الورقية نهائيًا. وفي حال كانت بعض الصور بارزة في بعض المناطق جراء تعرضها لضغط، فلا ينصح بتصحيح البروز باليد أو بأدوات أخرى، وذلك لعدم إفسادها نهائيًا، بل ينصح بوضعها كما هي على الماسحة الضوئية ومسحها، ومن ثم إصلاحها من خلال برامج تحرير الصور.
خيارات المسح
يُنصح بمسح غالبية الصور بخيارات الألوان الكاملة، حتى لو كانت الصور نحاسية اللون. لكن إن كنت ستمسح صورًا ورقية باللونين الأبيض والأسود، فإن تعديل خيارات المسح لتكون بالأبيض والأسود (ودرجات اللون الرمادي Grayscale) ستسهل عليك تحرير الصور لاحقًا. وينصح باختيار دقة أعلى للمسح الضوئي، أي 600 نقطة للبوصة Dots Per Inch DPI أو أعلى، وخصوصًا إن كنت ترغب في تكبير بعض الصور وتعليقها على الجدران أو وضعها على مكتبك. تستطيع تصغير حجم الصور بسهولة بعد مسحها إن رغبت في مشاركتها مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني أو شبكات التواصل الاجتماعي، عوضًا عن مسحها بدقة منخفضة ومن ثم معاودة ذلك في حال أردت تكبير الصورة. يمكن تخزين الصور على شكل ملفات «جيه بي جي» JPG لسهولة مشاهدتها على جميع الحواسيب ومواقع الإنترنت.
تحرير الصور
إن لم تكن متمرسًا في برامج تحرير الصور، تستطيع وضع صور رقمية على قرص ليزري أو وحدة ذاكرة محمولة «يو إس بي» وأخذها لمتجر تصوير رقمي لتحرير الصور باحتراف. أما إن كنت ستقوم بتحرير الصور بنفسك، فإن أهم أدوات التحرير هي القص Crop وتعديل الزوايا Straighten، إذ تسمح لك ميزة القص بإزالة الزوائد البيضاء الناجمة عن تصوير مساحات إضافية في الماسحة، بينما تسمح لك ميزة تعديل الزوايا بجعل الصور مستوية، وذلك لتسهيل مشاهدتها لاحقًا. من المهم أيضًا إزالة احمرار العيون الناجم عن ضوء الـ«فلاش»، وحذف العناصر غير المرغوب فيها من الصور، وحتى تعديل الألوان قليلاً في حال كانت الصور قديمة بعض الشيء، أو كانت ظروف الإضاءة غير مناسبة. تستطيع استخدام أدوات التحرير «فوتوشوب» Photoshop، مثلاً، أو بعض التطبيقات الأخرى المجانية ذات الأدوات الأقل ولكنها أساسية لتحرير الصور، مثل «فوتو غاليري» Photo Gallery في نظام التشغيل «ويندوز»، أو «آي فوتو» iPhoto في نظام التشغيل «ماك».