الذكرى التاسعة للبيعة
وطن البناء
الشعب يبايع قائده على الولاء، لاستكمال مسيرة البناء وحماية الإنجازات.
صالح محمود
عاشت المملكة خلال الأيام الماضية، فرحة الذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم ليقود مسيرة النهضة الحضارية المباركة للمملكة وشعبها، في ظل استقرار سياسي، وازدهار اقتصادي يشهد عليه القاصي والداني.
فقبل تسع سنوات، وفي يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1426هـ، بايع شعب المملكة قائده على الولاء، والوقوف صفًا واحدًا خلف قيادته، لاستكمال مسيرة البناء، وحماية ما يتحقق من إنجازات. ولعل السنوات التسع الماضية شهدت الكثير من تلك الإنجازات على صعيد المشروعات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والتنموية العملاقة.
وهي الفترة التي شهدت زخمًا هائلاً من تلك المشروعات الاستراتيجية التي جعلت المملكة في مصاف الدول التي نجحت في تحقيق معدلات نمو مرتفعة بل تجاوزت حدودها التنموية بالفعل.
مدن.. وجامعات
شهدت سنوات حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عددًا من الإنجازات الاستراتيجية المهمة، منها إنشاء عدد من المدن الاقتصادية، كمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، ومركز الملك عبدالله المالي بالرياض، وكذلك فقد زادت أعداد الجامعات من ثماني جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة، فضلاً عن افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات.
طفرة في الإسكان
في طفرة إسكانية لخدمة أبناء الوطن، أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم باعتماد بناء خمس مئة ألف وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة، وتخصيص مبلغ إجمالي لذلك قدره مئتان وخمسون مليار ريال, وصدر أمره الكريم بدعم رأس مال صندوق التنمية العقارية ورفع قيمة الحد الأعلى للقرض السكني من ثلاث مئة ألف ريال ليصبح خمس مئة ألف ريال.
في هذا الصدد أقر مجلس الوزراء برئاسته، حفظه الله، الموافقة على نظام الرهن العقاري الذي يهدف إلى تنظيم النشاط العقاري، والإيجار التمويلي، والتمويل العقاري، ومراقبة شركات التمويل العقاري، والتي تصب في مصلحة المواطن والاقتصاد السعودي من أجل راحة المواطنين، ورفاهيتهم، وتحقيق الحياة الكريمة لهم.
حل مسألة البطالة
لإيجاد حلول عاجلة لمسألة البطالة، دُعم البنك السعودي للتسليف والادخار لتمكينه من تلبية طلبات القروض الاجتماعية، وتمويل المنشآت الصغيرة والناشئة ورعايتها. كذلك إعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض البنك السعودي للتسليف والادخار الخاصة بالأغراض الاجتماعية دون أي شروط.
ولتحقيق الاكتفاء لمستحقي الضمان الاجتماعي أمر خادم الحرمين الشريفين برفع الحد الأعلى لعدد الأفراد في الأسرة التي يشملها الضمان الاجتماعي من (8) أفراد إلى (15) فردًا وتخصيص مبلغ ألف مليون ريال لهذا الغرض.
كما وجّه خادم الحرمين الشريفين باعتماد صرف مُخصص مالي قدره (ألفا ريال) شهريًا للباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص. كما صدرت التوجيهات الملكية بعد ذلك بزيادة رأس مال بعض صناديق التنمية بمبلغ 25 مليار ريال.
كذلك صدرت التوجيهات الكريمة لوزارة المالية بإيداع مبلغ عشرة آلاف مليون ريال لحساب بنك التسليف والادخار بهدف تمكين البنك من زيادة عدد القروض الاجتماعية والأسرية الممنوحة لذوي الدخول المحدودة، إضافة إلى ما يقوم به البنك من تقديم دعم للمنشآت الصغيرة والناشئة.
محاربة الفساد
استشعارًا من الدولة لمسؤوليتها في حماية المال العام، ومحاربة الفساد، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» وارتباطها مباشرة به حفظه الله.
المرأة 
بالنسبة للمرأة، فقد شهدت السنوات الماضية لحكمه، أيده الله، اهتمامًا كبيرًا بالمرأة السعودية ورعايته لها، من خلال إعطائها الفرصة الكاملة لكي تسهم في بناء الوطن بمشاركتها في الحياة السياسية، فأصبح لها الحق في عضوية مجلس الشورى والترشح للانتخابات البلدية.
الرعاية الصحية
توفيرًا للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة للمواطنين، أمر خادم الحرمين الشريفين في العام المالي 1433/1432هـ باعتماد مبلغ ستة عشر مليار ريال لوزارة الصحة لتنفيذ عدد من المدن الطبية والمراكز والمستشفيات وتوسعة بعضها لدفع عجلة التنمية الصحية في المملكة. كما تم رفع الحد الأعلى في برنامج «تمويل المستشفيات الخاصة» في وزارة المالية من خمسين مليون ريال إلى مئتي مليون ريال. امتدادًا لهذا الدعم، رعى، حفظه الله، في الثالث من ذي الحجة 1433هـ حفل افتتاح أربع مئة وعشرين مشروعًا، ووضع حجر الأساس لمئة وسبعة وعشرين مشروعًا من المشروعات الصحية في مختلف مناطق المملكة.
كما وجه في 14 جمادى الآخرة 1434هـ باعتماد أكثر من (15,100,000,000) ريال لإنشاء (22) مشروعًا طبيًا، منها (19) مجمعًا طبيًا ومستشفى، و(3) مراكز لاضطرابات النمو والسلوك للأطفال، لتوفر لمرضى التوحد ومرضى فرط الحركة وغيرهم مراكز طبية على أعلى مستوى من الرعاية والعلاج.
توسعة الحرمين الشريفين
وقد أقر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر مشروع لتوسعة الحرمين الشريفين، وشمل ذلك توسعة صحن الطواف، والمسعى، وزيادة السعة الإجمالية للمصلين في الحرمين الشريفين، إضافة إلى إنشاء«مجمع فقهي» ليكون ملتقى علميًا تُناقش فيه القضايا والمسائل الفقهية، تحت إشراف هيئة كبار العلماء.
في السادس والعشرين من ذي الحجة 1428هـ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، لمضاعفة الطاقة الاستيعابية للمسجد، لتتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج، كما تم إنجاز التوسعة الكبيرة في المسعى ما ضاعف المساحة الاستيعابية له، إضافة إلى مشروع قطار الحرمين السريع، ومشروع قطار المشاعر المقدسة، وساعة مكة المكرمة، ووقف الملك عبدالعزيز.
لم يقتصر الأمر على الحرم المكي الشريف، فقد أولى خادم الحرمين الشريفين عناية خاصة بمسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حيث وضع حجر الأساس لتوسعة الساحات الشرقية والمظلات للمسجد النبوي الشريف. وفي شعبان 1433هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم بتنفيذ توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف، حيث يعد مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم النبوي الشريف امتدادًا لحرصه وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.
الخطوط السعودية
لم تكن الخطوط الجوية العربية السعودية بعيدة عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين، فقد وجه حفظه الله بضرورة مواكبتها النقلة الحضارية والتطور المتنامي الذي حققته المملكة في جميع المجالات، وهو ما حدث بالفعل لقطاع الطيران الذي يعد شريان التنمية والبناء، حيث يتزامن الاحتفاء بذكرى البيعة التاسعة مع تحقيق الخطوط السعودية المركز السادس عالميًا في انضباط الرحلات لعام 2013، ونالت التكريم من شركة « فلايت ستاتس» المتخصصة في مجال الطيران ومعلومات المطارات ورصد انضباط الرحلات الجوية بمناسبة حصولها على هذا المركز العالمي.
.