الخدمات الإسعافية في المملكة
توجد المراكز الإسعافية داخل المدن السعودية وخارجها لتقديم الخدمات الطبية إلى المحتاجين إليها.
أ.د. محسن بن علي فارس الحازمي
عضو مجلس الشورى، رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة
الإسعاف والإغاثة، بمختلف صورهما، متلازمتان في مجال العمل، وتختص الأولى بالاستجابة لطلبات الخدمة الصحية العاجلة والتعامل معها من لحظة الوصول إلى الموقع (موقع الحادث، أو الحالة الطارئة) حتى علاجها أو نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب، أو انتهاء الحاجة إلى العلاج الصحي. وتختص الأخرى بالاستجابة إلى متطلبات الحالة الطارئة وتقديم ما تتطلبه من توفير طعام وتوصيله، وخدمات أخرى هي في طبيعتها إغاثية طارئة. ويكون ذلك كثيرًا في حالات الحروب والنكبات، والكوارث بمختلف أنواعها وصورها.
وللخدمات الإسعافية والإغاثية جمعيات تتبع المجتمع المدني، أو هيئات حكومية أو شبه حكومية تُعنى بها ضمن أسس نظامية وتنظيمية ولوائح تنفيذية في مختلف دول العالم. وتتحد جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، والتي يبلغ عددها قرابة المئتين على المستوى الدولي، في منظمة عالمية وتجمعها اتفاقية جنيف، وتحدد تلك الاتفاقية التزامات الجمعيات والحكومات تجاه المرضى والمصابين في الحوادث والكوارث، وجرحى الحروب، إضافة إلى الأسرى وكيفية التعامل معهم واحترام حقوقهم. ويساهم المختصون في مجال الإسعاف في إثراء المعرفة في المؤتمرات الدولية للصليب الأحمر، ومؤتمرات خبراء الحكومات لمراجعة اتفاقيات جنيف وتطويرها، ومؤتمرات نقل الدم، واجتماعات اللجان التنفيذية لرابطة الصليب الأحمر، والحلقات الدراسية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤتمرات مجلس حكام رابطة الصليب الأحمر، وغيرها من الفعاليات ذات الصلة.
وبين الخدمات الإسعافية والخدمات الإغاثية جوانب متقاطعة، فكلتاهما تنطلق من الاستجابة للحالات الطارئة وغير المعتادة في الحالات العادية، إلا أن الحالات الإسعافية تتطلب خدمات صحية متخصصة، ومعدات، وتجهيزات خاصة، وقدرات بشرية مؤهلة ومدربة وذات خبرة للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة والحرجة والتعامل مع مقتضياتها، ولذلك فإن فريق الإسعاف يتكون من فئات ذات مؤهلات مصنفة وخبرات معتمدة، ولكل منهما مهام واختصاصات مبينة في «المدونات الطبية»، وآليات عمل، وإجراءات تنفيذية، ومنها المرافق الطبية، وفني الإسعاف الأساسي، وفني الإسعاف المتقدم، وفني إسعاف الحالات الحرجة. ويحدد التنظيم مهام كل منهم ودوره.. وتشمل الأخيرة طبيب إسعاف. وتتسم الخدمات الإسعافية بصفة عامة بكونها تتطلب السرعة، والإتقان، والالتزام بالأخلاقيات المهنية والإنسانية على حد سواء. وغالبًا ما تتم الإشارة إلى الدقائق الذهبية الثماني التي تحتم على مركبة الإسعاف وفريقها الوصول إلى الموقع خلالها، ولتحقيق ذلك أو ما يقرب منه، يوجد على مدار الساعة ضابط اتصال لتلقي الطلبات للخدمات الإسعافية والمعلومات ذات الصلة التي تمكنه من التواصل مع الجهات ذات العلاقة، وبالتالي توجيه الفريق المناسب للتعامل مع الحالات الإسعافية والتواصل مع الجهات ذات العلاقة. وقد يتطلب الأمر توجيه فريق الإسعاف المتقدم- والذي يشمل الطبيب- للتوجه إلى الموقع حتى قبل وصول الإسعاف، إن دعت الحاجة إلى ذلك.
والخدمات الطبية الإسعافية في المملكة العربية السعودية- وهي كذلك في الدول الأخرى- جزء أساسي من الخدمات الصحية، وتختص بالخدمات التي يقدمها أفراد الفريق الإسعافي في حالات الطوارئ، والحوادث، والإصابات التي تتطلب خدمات صحية عاجلة في مواقع الحوادث أو الإصابات (خدمات ما قبل المستشفى) وخدمات إسعافية تكميلية في أقسام الإسعاف والطوارئ بالمستشفيات، والتواصل والتنسيق بين الفريق الإسعافي والعاملين من أفراد الفريق الصحي بالمستشفيات.
ضمن هذا الإطار تقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي (جمعية الهلال الأحمر السعودي سابقًا) بالدور الأساسي لخدمات ما قبل المستشفى الإسعافية في المملكة. كما تقوم الهيئة، كذلك، بنقل المرضى بالإسعاف الجوي إلى المستشفيات المناسبة للحالة الإسعافية، وتقديم الخدمات الصحية اللازمة في أثناء النقل. كما تقوم الهيئة بتقديم الخدمات الطبية الإسعافية لحجاج بيت الله الحرام، وتساهم في أعمال التوعية الصحية في أثناء مواسم الحج وخلال العام بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، حيث يساهم المسعفون والمختصون في مجال الخدمات الإسعافية في تثقيف المجتمع السعودي، وتدريبهم على الإسعافات الأولية بنواحي الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة عن طريق تدريب المتطوعين ومنسوبي الأجهزة الحكومية الأخرى، وبخاصة الجهات الأمنية، وطلاب المدارس والجامعات والمهتمين من أفراد المجتمع بالخدمات الصحية والتطوعية. ولذلك توجد المراكز الإسعافية- المجهزة بمركبات الإسعاف وكوادرها- داخل المدن السعودية وخارجها، وعلى الطرق السريعة، وفي المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة العربية السعودية لتقديم الخدمات الطبية الإسعافية ونقل المحتاجين إلى ذلك.
كما تقدم الجهات الصحية (الحكومية والخاصة) خدمات إسعافية في أثناء نقل المرضى بمركبات الإسعاف بين منشآتها من جهة، وبين المستشفيات العامة والتخصصية والمرجعية من جهة أخرى. كما يساهم ذوو الاختصاص والعاملين في مجال الخدمات الإسعافية في المستشفيات الحكومية- الجامعية- والعسكرية، ومستشفيات وزارة الصحة والقطاع الخاص في المملكة في الأنشطة الخدمية، والتوعوية، والتعليمية، والتدريبية من خلال قنوات العمل الإسعافي في هذه المنشآت في الرعاية، والعلاج، والتوعية، والتدريب.
تمارس الخدمات الإسعافية في العديد من الجهات ذات الصلة إضافة إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي. وقد وردت في العديد من الأنظمة الصادرة في المملكة في مختلف مجالات الحياة ومنها:
الأنظمة الصادرة في المملكة التي اشتملت على
ممارسات إسعافية:
نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
نظام المرور.
نظام الطرق والمباني.
النظام الصحي.
نظام المؤسسات الصحية الخاصة.
النظام الموحد لإدارة نفايات الرعاية الصحية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
نظام مزاولة المهن الصحية.
نظام التأمينات الاجتماعية.
نظام العمل.
نظام الطيران المدني.
نظام الدفاع المدني.
نظام أندية السيارات والدراجات النارية.
وقد تطورت الخدمات الإسعافية في المملكة على مراحل متتابعة- كمًا ونوعًا- حيث تم استحداث كليات وبرامج دراسات لتخرج الكوادر المؤهلة المطلوبة على مستوى البكالوريوس والزمالات الطبية المتخصصة، كما أضيفت خدمات النقل الجوي الإسعافي وصدرت قرارات تحدد مهام الهيئة واختصاصاتها وإداراتها، ونمت مكوناتها في القوى البشرية والمعدات ومركبات الإسعاف، الأرضية والجوية.