قطار المشاعر

أحدث محطات خدمة ضيوف الرحمن، تبلغ الطاقة الاستيعابية 72 ألف مسافر في الساعة وهي الأعلى عالميًا.

في الساعة الثانية فجر يوم 7 من ذي الحجة 1431هـ، الموافق 13 نوفمبر 2010م، انطلق قطار المشاعر المقدسة في أولى رحلاته بين أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة «منى ومزدلفة وعرفات» مرورًا بجسر الجمرات، لينقل 175 ألف حاج، إذ مثّل هذا العدد وقتها ثلث طاقته الاستيعابية، ليصل عدد الحجاج الذين ينقلهم القطار بكامل طاقته الاستيعابية، بعد ذلك في المواسم التالية، إلى ما يقرب من نصف مليون حاج خلال ست ساعات، حيث إن الطاقة الاستيعابية للقطار تبلغ 72 ألف مسافر في الساعة في الاتجاه الواحد وهي الأعلى عالميًا.
بانطلاق قطار المشاعر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، كأضخم مشاريع النقل في المملكة، وبتكلفة تجاوزت ستة مليارات وست مئة مليون ريال، تكون الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن قد دخلت مرحلة جديدة بآليات ورؤى مستقبلية متطورة، إذ يربط قطار المشاعر بين عرفات ومزدلفة نزولاً عند الجمرات في حركة ترددية آلية دون سائق، وقدرة استيعابية عالية ينقل خلالها عشرات الآلاف من الحجاج، خصوصًا في وقت النفرة من عرفات إلى مزدلفة، حيث تستغرق الرحلة من عرفة إلى منى 13 دقيقة، ومن عرفة إلى مزدلفة 7 دقائق، إذ تمثل هذه الخدمة العصرية إحدى المحطات المهمة في مسيرة الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن.
آلية التشغيل
أعدت وزارة الشؤون البلدية والقروية في العام ذاته 1434هـ، آلية جديدة لتشغيل مشروع قطار المشاعر تضمنت تشديد إجراءات المتابعة لسلامة تذاكر صعود الحجاج للقطار، إضافة إلى نشر أكثر من 1600 شاب وفتاة في جميع محطات القطار بمنى وعرفات ومزدلفة لتنظيم تفويج الحجاج من الرجال والنساء مستخدمي القطار. واستوعبت الآلية الجديدة كل ما تم رصده من ملاحظات خلال حج العام الذي سبقه في بعض المحطات وبالتنسيق مع الجهات المعنية كافة مثل وزارة الحج والأمن العام والدفاع المدني. وهدفت آلية تشغيل قطار المشاعر إلى تفويج الحجاج إلى محطات القطار في منى ومزدلفة وعرفات في دائرة مغلقة يصعب اختراقها، وبما يضمن عدم وجود أي من الحجاج المخالفين أو غير حاملي التذاكر بمحطات القطار أو تجاوز الأعداد المسموح بها، إضافة إلى وجود قيادة موحدة في كل محطة لتنسيق جهود جميع الجهات المعنية لمواجهة أي مشكلات طارئة. وتعتمد الآلية على تفويج الحجاج على دفعات تتناسب مع الطاقة الإجمالية للقطارات وزمن وصولها إلى محطات المشاعر، للحيلولة دون تكدس الحجاج إليها، إضافة إلى إحكام السيطرة على عمليات تفويج الحجاج في أوقات الذروة، بحيث يتم التفويج من المخيمات إلى المحطات وفق رحلات مجدولة إلكترونيًا، وكذلك في أثناء نزولهم من المحطات لأداء المناسك. ويتم العمل بنظام التحكم بالحشود واستعمال البوابات الإلكترونية مع العد الإلكتروني للداخلين والخارجين من المحطات، وتتم المراقبة بالكاميرات الحاسوبية الحرارية.

9 محطات
يقف القطار في المشاعر في «9» محطات، ثلاث منها عند كل مشعر، تتيح للحجاج الركوب والانتقال بين المشاعر، وتم تصميمها لتكون مرتفعة عن الأرض وتتم خدمتها بسلالم عادية ومتحركة ومصاعد بشكل يساعد على تفويج الحجاج على دفعات، وتم تزويد المحطات بجميع وسائل السلامة وخدمات التبريد عن طريق ملطفات الجو. أما تصميم القطار فقد جاء بطريقة مرنة تكفل معالجة الازدحام، حيث يتكون جسم القطار من عشرين قاطرة، كل منها تسحب اثنتي عشرة عربة بطول 300 متر، وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب وهي ميزة قل مثيلها في العالم، وطبقًا للمواصفات والمقاييس الأوروبية في عدد الركاب، فالعربة الواحدة تتسع لما مجموعه 250 راكبًا، 20% منهم جلوسًا و80% وقوفًا، ويحتوي كل قطار على كابينتين للقيادة، آلية التحكم وثنائية الاتجاه. تبلغ سرعة القطار 80 إلى 120 كم في الساعة، ومن ثم يصل زمن التقاطر بين دقيقتين وثلاث دقائق، ويمكن أن يقل إلى دقيقة ونصف الدقيقة، ويتوقف ذلك على سرعة حركة الركاب في الركوب والنزول من العربات.