يعمل بالمشروع الذي حصل على جائزة التميز البيئي 40 ألف عامل ويبلغ عدد الدول الإسلامية التي تصل إليها لحوم الأضاحي 27 دولة.
يعد مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، الذي أوكلت مهمة إدارته إلى البنك الإسلامي للتنمية، كيانًا خدميًا مهمًا لا يهدف إلى الربح، حيث كان الهدف من إنشائه خدمة حجاج بيت الله الحرام بتيسير أداء نسكهم من الهدي والفدية والصدقة والأضحية، التي كانت تذبح خلال أيام التشريق، قبل إنشاء المشروع، ويتم تركها في العراء، ما مثل تهديدًا لبيئة المشاعر المقدسة جوًا وبرًا وتربة، لذلك بادرت الحكومة بإنشاء هذا المشروع الحيوي الكبير، بعد صدور الأمر السامي بالموافقة عليه.
كوادر متخصصة
يتولى المشروع مهمة استيفاء الشروط الشرعية والبيطرية في الأغنام، عبر كوادر متخصصة في هذين المجالين، إضافة إلى تقديم خدمة الذبح والسلخ والتجويف للذبائح من الأغنام والجمال والأبقار، وقد قصرت الحكومة بيع سندات الهدي والأضاحي والفدية والصدقة وتسويقها على المشروع بهدف تحقيق كامل الإفادة مما يذبح من نسك، وتوزيعه على فقراء الحرم والمحتاجين داخل المملكة وخارجها، حتى وصل عدد الدول الإسلامية التي تصل إليها لحوم الأضاحي إلى 27 دولة. يعمل بالمشروع لتنفيذ أعماله الموسمية نحو 40 ألف عامل من مختلف التخصصات في أعمال الذبح والسلخ والطب البيطري، والإشراف الشرعي على أداء النسك، والإشراف الإداري والفني على أعمال المجازر، ويتم استقدام العدد الأكبر من بعض الدول العربية والإسلامية،
ويقوم بالإشراف على أعمال المشروع لجنة الإفادة من الهدي والأضاحي التي تتكون من عدد من الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة بأعمال الحج.
بيئة نظيفة
ظل المشروع يؤدي دوره في الحفاظ على بيئة نظيفة من خلال البنية التحتية لمجازره بمنطقة منى بمكة المكرمة، ما أسهم في درء مخاطر الإضرار ببيئة المشاعر ومياهها الجوفية وأجوائها والتي كانت تتمخض عن ظاهرة الذبح العشوائي بما لها من سلبيات، والتي يقوم المشروع بمكافحتها بمشاركة عدد من الجهات المعنية مثل إمارة منطقة مكة المكرمة، وأمانة العاصمة المقدسة، والأمن العام، والجهات الأمنية الأخرى، وكان لهذه الجهود تقييم ممتاز أسفر عن تحقيق إدارة المشروع جائزة التميز البيئي، والتي تسلمها د.أحمد بن محمد علي، رئيس مجلس إدارة البنك الإسلامي للتنمية من سمو أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، آنذاك.
ولا تتوقف إدارة المشروع عن تطوير الأداء والبحث عن السبل المبتكرة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، فكان مشروع استخلاص مادة الجيلاتين من مخلفات مجازر المشروع، مثل عظام المذبوحات وجلودها، فقام المشروع بتأسيس الشركة المتحدة للجيلاتين والكبسولات الطبية، إلى جانب عدد من الشركاء الآخرين من رجال الأعمال بالقطاع الخاص، وتم إنشاء المصنع في منطقة المعيصم، ويسير العمل في تنفيذ هذا المشروع على قدم وساق، وتتم الاستفادة من نسبة كبيرة تصل إلى %90 من جلود ذبائح الهدي والأضاحي بعد معالجتها وتجهيزها ونقلها إلى مصنع الجيلاتين، حيث تتم الاستفادة من الجيلاتين في كثير من صناعات الأغذية والأدوية والغراء، ليكون جيلاتين حلالاً بديلاً لما هو موجود في الأسواق العالمية من الجيلاتين المنتج من الخنازير والجيف. ولتحقيق الهدف ذاته، وللإفادة من الهدي والأضاحي إفادة كاملة، صدر التوجيه السامي الكريم بالبدء في دراسة إنشاء مصنع لتعليب جزء من تلك اللحوم ليتم توزيع ما يتم تعليبه منها على المحتاجين داخل المملكة وخارجها أيضًا.
تطورات فنية وإدارية
وحقق المشروع تطورًا ملحوظًا من حيث التنظيم والترتيبات الإدارية والفنية، حيث أطلق قبل أكثر من أربع سنوات موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت www.adahi.org لتمكين الراغبين من شراء ما يريدون من النسك، سواء كانت من خارج المملكة أو داخلها، وأيضًا لتمكين الراغبين من التعرف إلى رسالة المشروع وأهدافه ومرافقه وكل المعلومات الخاصة به. ويتيح المشروع شراء سنداته من أي مكان في العالم، ومقابلة المد المتزايد من الراغبين في تنفيذ نسكهم عبره، وذلك من خلال توقيع مذكرات التفاهم مع مختلف بعثات الحج في بلدان العالم الإسلامي المختلفة.