حج آمن صحيا

يتعين على الحاج عدم التعرض للإجهاد الحراري، ومراعاة شرب الماء بكثرة، وأخذ التطعيمات اللازمة.

على الحاج أن يقصد بحجه التقرب إلى الله، وهجر الدنيا وشواغلها، متضرعًا إلى ربه أن يتجاوز عنه ويعتقه من النار.

بقلم: أ.د.عبدالكريم بن صنيتان العمري
الجامعة الإسلامية

يزداد الزحام خلال موسم الحج ويتجمع الناس من مختلف الدول بما فيها الدول التي تنتشر فيها بعض الأمراض المعدية في مكان واحد. لذا كان لا بد من توخي الحذر واتباع بعض الإرشادات ليعود الحاج سالمًا معافى، وعليه الالتزام بالإرشادات العامة خلال رحلة السفر وفي أثناء الإقامة لأداء مناسك الحج.
كذلك فإن سير الحاج لمسافات طويلة وفي أماكن مكشوفة يعرضه لضربة الشمس أو الإجهاد الحراري، لذا ينبغي الحرص على استعمال المظلات الشمسية وشرب السوائل بكثرة والابتعاد عن التزاحم في الأماكن الحارة قدر الإمكان. أما إذا كان الحاج يعاني أحد الأمراض المزمنة فعليه التأكد من اصطحابه كمية كافية من الأدوية التي تلبي احتياجاته طوال رحلة الحج، وكذلك حمل بطاقة تتضمن بيانات عن اسم الحملة التابع لها وبيان عن الأمراض التي يعانيها كالأمراض المزمنة، وفصيلة الدم، وعليه التأكد من أخذه تطعيم الحمى الشوكية وتطعيم الكزاز أو أي لقاحات أخرى حسب ما توصي به الجهات الصحية المعنية
.

الأمراض المعدية
الأمراض المعدية هي التي تنتقل من شخص يحمل المرض إلى شخص سليم، ومعظم تلك الأمراض لها لقاحات للوقاية منها، وتعد هذه اللقاحات وسائل ناجحة للوقاية من تلك الأمراض إذا أخذت في الوقت المناسب، مع أخذ التطعيمات اللازمة قبل السفر في جميع الأحوال.
وتنتقل العدوى بالأمراض المعدية من خلال تلوث الطعام والماء الملوث، ويمكن الوقاية من العدوى بهذه الأمراض بالأخذ باحتياطات النظافة عند تناول الطعام والشراب وتجنب الاتصال المباشر بالمياه الملوثة، كما قد تنتقل بعض الأمراض من شخص إلى آخر من خلال إفرازات الأنف والفم عند الكحة أو العطس أو الكلام مثل الإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية والسل، ويمكن تقليل مخاطر العدوى بتلك الأمراض بتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة. وقد تنشأ بعض الأمراض بسبب عوامل العدوى الخاملة في التربة والتي يمكن أن تسبب الأمراض من خلال الاتصال بالجلد المجروح (الجروح البسيطة، الخدوش ...إلخ) ومن أمثلة الأمراض البكتيرية التي تنتقل من التربة الجمرة الخبيثة، والتيتانوس، وعدوى طفيليات الأمعاء التي تنتقل من خلال تناول الخضراوات الملوثة بالتربة الملوثة، ويمكن تقليل فرص الإصابة بتلك الأمرض بوقاية الجلد وحمايته من الاتصال المباشر بالتربة في الأماكن التي تنتشر فيها عوامل العدوى.

الإسهال
من أكثر المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الحاج خلال رحلته هي إصابته بالإسهال، والذي قد ينتابه نتيجة لإصابته بالتسمم الغذائي، وقد تصحب الإصابة بالإسهال أعراض من أهمها حدوث قيء، وآلام بالبطن، وارتفاع في درجة الحرارة، وغثيان، لذلك على الحاج القيام باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة بالإسهال وأمراض التسمم الغذائي، والتي منها:
الاعتماد على الأطعمة التي لا تحتاج إلى تبريد حتى لا تتعرض للفساد والتلوث.
التأكد من تاريخ انتهاء الأطعمة المعلبة.
شرب الماء المعبأ في زجاجات تجنبًا لأي تلوث في الماء.
غسل اليدين قبل تحضير الطعام وقبل تناوله، وبعد استعمال المرافق الصحية.
التأكد من أن درجة حرارة الثلاجة بين (5-0) درجة مئوية.
غسل الفواكه والخضراوات بالماء الجاري قبل تناولها أو تقشيرها أو طبخها.
يفضل تناول الفواكه التي يمكن تقشيرها، والبعد عن سلطة الفواكه الجاهزة في المطاعم.
وضع الطعام المتبقي من وجبة سابقة في الثلاجة، وإذا استعمل مرة أخرى فينبغي غليه أو تسخينه جيدًا قبل تقديمه.
لا يترك الطعام في درجة حرارة الغرفة أكثر من ساعتين .
حفظ الأغذية سريعة التلف مثل الأسماك والدواجن واللحوم في الثلاجة بعد تسوقها مباشرة.
ماذا تفعل في حالة الإصابة ؟
في حالة الإصابة بالإسهال يحتاج الحاج إلى تعويض السوائل التي فقدها وذلك بالإكثار من شرب السوائل وشرب محلول مكافحة الجفاف، والتوقف عن أكل الأطعمة الدسمة، ومراجعة الطبيب إذا استمر الإسهال وصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.