خير خلف لخير سلف

أكثر ما يميز خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، هو الاستمرار في نهج يؤمن به ويعمل عليه منذ عقود في المسؤولية. حسين كريَّم
سمع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة كانت الكلمة الأولى التي ألقاها بعد اعتلائه سدة الحكم أن المملكة بقيادته «ستستمر على النهج ذاته الذي سار عليه أسلافه». إشارة واضحة مطمئنة للداخل والخارج على أهمية الاستقرار الذي ينشده الملك سلمان في ظل التطورات الراهنة على غير ساحة في هذا العالم المضطرب.
اللافت للنظر تلك السرعة التي دشن فيها الملك سلمان ابن عبدالعزيز حكمه من خلال إصدار قرارات عدة. ويكشف الانتقال الهادئ لتولي الملك سلمان عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة والبيعة السريعة والشاملة من الشعب السعودي أن النهج الذي يتبعه الملك سلمان ابن عبدالعزيز في طريقة اتخاذ القرارات المصيرية التي تهدف إلى إطفاء جذوة القلق في الداخل والخارج على استقرار المملكة يعني الكثير لدوائر صنع القرار العالمي، وتطمين الداخل على كل ما يضمن حماية الإنجازات التي تمت. وحرص العهد الجديد على استمرارية الأسس التي يقوم عليها الحكم في المملكة الذي يؤسس لمرحلة راسخة تعتمد على إغناء المكتسبات السابقة والحالية، ورفدها بتجربة ملك جديد كان طوال عقود داخل دائرة صنع القرار، ومشاركًا عن قرب في الكثير من المسارات الكبرى التي أفضت إلى أن تكون المملكة على ما هي عليه راهنًا من قوة اقتصادية عالمية فاعلة، وقطبًا محوريًا ذات تأثير إيجابي في العديد من الملفات الإقليمية والدولية والتي كان الملك سلمان بن عبدالعزيز يتولى الإشراف على بعضها مباشرة في الكثير من المفاصل المهمة في تاريخ المملكة.
إن الحكمة التي يتمتع بها الملك سلمان، وعلاقاته التي نسجها مع دوائر صنع القرار الإقليمي والعالمي، فضلاً عن الخبرة المتراكمة في فك عقد الملفات الصعبة ستعينه على إدارة القضايا المعقدة بحنكة ودراية تبعد عن المملكة ارتدادات الزلازل التي تضرب المنطقة، وإذا كانت أنظار العالم متجهة إلى المملكة للوقوف على الطريقة التي سيدير بها الملك سلمان دفة الحكم فيها، فإن أكثر ما يميز خادم الحرمين الشريفين هو الاستمرار في نهج يؤمن به ويعمل عليه منذ عقود من خلال توليه مسؤولية إمارة الرياض مفاده أن تكون قريبًا من مفاصل الحياة اليومية للناس. فهذا مؤشر وجداني على ملامسة الواقع الاجتماعي لكل فرد، وهو أمر كان الملك سلمان، ولا زال، يحرص عليه أشد الحرص من واقع خبرة قامت على مبدأ أن اختلال عملية التواصل ولو بحدها الأدنى فيما يخص شؤون الناس ومفاصل حياتهم، سيربك العلاقة بين المواطن والمسؤول، وهذا ما عمل عليه الملك سلمان مذ توليه إمارة الرياض، حيث كان حريصًا على الإلمام بأدق التفاصيل المتعلقة بشؤون الناس يرفد ذلك ذاكرة لا يغيب عنها شاردة أو واردة ما أكسبه حب كل من عرفه واحترامه في شأن خاص أو عام. وعُرف، أيضًا، قارئًا استيعابيًا لكل صنوف المعرفة، ذا ثقافة موسوعية تشهد عليها علاقات مميزة مع الوسط الإعلامي والثقافي على امتداد العالمين العربي والغربي.لا تفوته مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم. كان، ولا زال، في طليعة من يحرص على الاطمئنان على من ألزمه المرض الفراش. هو صاحب اليد البيضاء في الكثير من المشاريع الخيرية التي ينفق عليها بسخاء من لا ينتظر الأجر والثواب إلا من الله عز وجل.
ينهض للتحديات العظام من شاءت الأقدار أن يكونوا في لحظة فاصلة في تاريخ أمتهم في سدة المسؤولية التي أثرت برجالها التجربة السياسية والتاريخية للمملكة العربية السعودية.