سريلانكا أجمل جزر العالم

حازت سريلانكا جميع أسباب استقطاب أعداد متزايدة من السياح بجمال طبيعتها الخضراء ونقاوة شطآنها.

هبة الله المنصوري
كاتبة إماراتية

خعندما سألتني إحدى الصديقات الخليجيات، ماذا يوجد في سريلانكا؟ على الفور سردت لها ولغيرها رحلتي الأولى، والزيارات المتكررة التي ساعدتني على رؤية سريلانكا بعين مختلفة. كان الفضول يتملكني كلما قرأت قصيدة فارس السيف والقلم الشاعر محمود سامي البارودي «سرنديب» أو «سيلان» كما أطلق عليها العرب في البداية، وتعني الجزيرة الهادئة الساكنة. وكنت أشعر بمعاناة ذلك الشاعر وحياته في المنفى في سرنديب أو سريلانكا حاليًا. وأردت أن أزور تلك الجزيرة في أول فرصة لاستكشاف الطبيعة الساحرة التي كتب عنها البارودي. وبالفعل لمست الطبيعة البكر ومدى السحر في تلك الجزيرة الصغيرة التي نجحت وفي السنوات الأخيرة في جذب الأفراد من السائحين خصوصًا من منطقة الخليج. شعرت من خلال الزيارات المتعددة لجزيرة سريلانكا بجمال ذلك البلد المميز. فجزيرة الزمرد تعد جنة حقيقية للسائحين، حيث تزخر بالعديد من الدرر الثقافية والبيئية، والأماكن الساحرة، ومنحدرات التلال الفاتنة، والسواحل الرائعة، إلى جانب الشواطئ الجميلة. هناك اهتمام متزايد بسريلانكا من حيث كونها وجهة سياحية متميزة على مدار العام من المنطقة العربية، لا سيما مع النمو الملحوظ لحركة السياحة إلى الجزيرة عقب جهود إعادة البناء المثمرة.
قد فُتنت بتنوع الطبيعة الذي يبرز جمال هذه الجزيرة البهية الساحرة وروعتها التي اشتهرت تاريخيًا بزراعة الشاي وتجارته. ورغم مساحتها الصغيرة، إلا أنها تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة من خضرة، وغابات، وأنهار، وجبال، وشواطئ ما يسحر القلوب ويدخل البهجة في النفوس. ولمست بنفسي الجهود الطيبة التي تبذلها جزيرة سريلانكا لتوفير جميع التسهيلات للسائح المسلم، وتحرص على جعل تجربة السفر ماتعة ليحمل السائح ذكريات لا تنسى وحكايات شائقة. يستمتع السائح بأنشطة متنوعة بين أحضان الطبيعة تتخللها المغامرات والتعليم، أو مشاهدة مباراة كريكيت أو لعب الغولف. وتتواصل أسرار سريلانكا، ليشعر بها السائحون بمجرد الوصول من خلال الهواء الدافئ الجميل، والأوراق الخضراء، واللغة السنهالية المميزة، وأشكال ثياب ساريس التقليدية. الشعب السريلانكي يستقبل السائح بابتسامة حقيقية تعبر عن سعادة خالصة لأنك اخترت زيارة الجزيرة. لا يفوت السائح زيارة المنتجعات الصحية للاسترخاء والاستجمام لتجربة «الأيورفيدا» التي تعد أفضل وسائل الطب الأصيل وتدليك القدم عند الأرق، وتمنح السائح الشعور بالراحة بعيدًا عن ضغوط العمل والحياة اليومية لقضاء عطلة ماتعة. وهناك عيادات الأيورفيدا التي تستخدم أوراق الشجر، والزهور، واللحاء، والجذور، والمواد الطبيعية لتنقية الجسم من الشوائب.
كيف ننسى مدينة كولومبو التي تتمتع بصناعة الأقمشة المزدهرة، حيث تصنع العديد من أفضل الأسماء والعلامات العالمية في عالم الأزياء أمثال فيرساتشي، ورالف لورين، وهيوجو بوس، وأرماني، وغيرها من الأسماء الشهيرة في المصانع المحيطة بالمطار الدولي. ليجد السائح المنتجات الزائدة غالبًا في العاصمة.
الاستمتاع بتلال مدينة كاندي تجربة مثيرة، حيث يعد وادي كاندي منطقة زراعية استوائية، تشتهر بزراعة الشاي والمواقع التراثية العالمية. ومما لا شك فيه أن المدينة الجميلة المبنية حول بحيرة من التلال الخضراء المنحدرة المغطاة بالأشجار الكثيفة، تحجز لنفسها مكانًا على وجهات جميع السائحين. ولأسباب مهمة، على مدى عشرة أيام من العالم تعج المدينة بعدد من المهرجانات التي تتوج في موكب مليء بالأفيال رائعة الزينة، وآلاف العازفين على الطبول، والماشين بالركائز الخشبية، والراقصين، والعارضين. ولكونها مقرًا للشاي السيلاني، تغطي المصانع الخضراء المورقة مساحة كبيرة من مساحات الجزيرة الداخلية، خصوصًا في منطقة دولة التل حول «نوراليا» المتألقة.
يلمس السائح مدى ازدهار السياحة البيئية في سريلانكا، وذلك من خلال سلسلة مشاريع السياحة المستدامة في جزيرة سريلانكا. ومن أبرزها ملجأ أفيا سريلانكا «بيناويلا» الذي يقع في مزرعة جوز الهند ذات المساحة الشاسعة. ونجح الملجأ في إنقاذ أكثر من 65 فيلاً. ويمكن للسائح الاستمتاع بتجربة شائقة من خلال أنشطة «بيناويلا» والحمَّام اليومي بالقرب من النهر، حيث تتوجه الأفيال بشكل جماعي إلى النهر حيث ترش وتلعب بالماء ليقوم حراسها بتنظيفها لمدة ساعة في كل مرة. في ذلك الوقت تتسارع لقطات الكاميرات في التقاط الصور لقرية بيناويلا بشكل عام التي تنعم بنموذج رائع للجمال البري الطبيعي لشلالات المياه، ومزارع التوابل والشاي، ومحميات الطيور النادرة، والحيوانات البرية، ونزهات الغابات الاستوائية. تعد سريلانكا الوجهة السياحية صاحبة الشواطئ الأكثر نقاوة، ويعد المناخ مناسبًا للغاية. فدرجة الحرارة في أشد أيام الصيف لا تتجاوز السادسة والعشرين درجة مئوية، والسماء زرقاء صافية. لذا يمكن القول بأن مناخ جزيرة سريلانكا يناسب جميع الفصول. ربما لا تكون سريلانكا هي المكان الحيوي، أو مركز التسوق المتطور، ولكنها بالطبع المكان الأمثل للباحثين عن الراحة، والاستجمام، والاسترخاء بعيدًا زحمة المدن، وضوضاء الحياة الصاخبة.