فارنا
مدينة الرمال الذهبية
تمتلك أهم المقومات السياحية التي تجمع أفضل السواحل الأوروبية.
منى الجعفراوي
لمن يبحث عن كنوز أثرية، وحياة صيفية تحمل في ملامحها ابتسامات لا تنتهي. لمن يبحث عن الطبيعة الناطقة، وملامح شعب شبابية تبعث الجمال في كل خلية تنبض بالحياة داخلك فأنت بالتأكيد تبحث عن فارنا العاصمة البحرية لبلغاريا.
فارنا، تعد ثالث أكبر المدن البلغارية، والعاصمة البحرية لها على البحر الأسود، إلا أنها، أيضًا، المركز الثقافي الديناميكي، والأكثر أناقة.. حيث تجمع هذه المدينة بين الجمال الأنيق، وبين التاريخ. فمدينة فارنا ترجع إلى ما يقارب 7 آلاف سنة، ويشهد على ذلك الكنز القديم الذي تم العثور عليه في الفترة الأثرية فيها. وقد كانت فارنا مستعمرة إغريقية، إلا أنها لبست الثوب المعاصر قبل وجود البلغاريين الحاليين.
يبلغ عدد سكان فارنا أكثر من 350 ألف نسمة. وفيها ميناء مهم يقع في الجهة الشرقية في البحر الأسود، وتسمى بالعاصمة البحرية، وكذلك العاصمة الصيفية، فهي مدينة تجذب السياح إليها من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل منطقة الرمال الذهبية السياحية التي تقع شمال المدينة. وعملة البلاد «ليفا» وهي تعادل ريالين، ومعظم المحلات الكبيرة والفنادق والمطاعم تقبل العملة الأوروبية «اليورو». وهي ثالث أكبر مدينة بعد صوفيا بلوف تيف، وفيها %10 من المسلمين، وأغلبهم من الأتراك الذين يعيشون في بلغاريا. ولها حدود مشتركة مع تركيا، ورومانيا، وصربيا، ومقدونيا. ويعرف الكثير من أهالي المدينة من أهالي الخليج والشرق الأوسط.
فارنا مدينة سياحية بلا منازع | تمتلك فارنا أهم المقومات التي تجمع أفضل السواحل الأوروبية، إلى جانب الرمال الذهبية، والطبيعة الخضراء، والجبال المكسوة باللون الأخضر طوال العام. ولو تحدثنا عن البناء المكثف الذي بدأ مع بدايات القرن العشرين فيها فبالتأكيد السائح سيلاحظ بشكل جلي روائع الفن المعماري البلغاري. فبدءًا من فارنا وبمحاذاة الشمال تمتد الحديقة البحرية التي تفنن المصممون الأوروبيون في إنجازها. كما أنها تضم مسرحًا مدرجًا، ومرصدًا فلكيًا، وساحات ترفيهية، وحوضًا للدراجات المائية، وحديقة حيوانات، ومتاحف عدة، والمسرح الصيفي الذي يحتضن الحفلات الموسيقية.
تعد فارنا إحدى العواصم الثقافية لجنوب شرق أوروبا، فهي تحتضن، أيضًا، عددًا من المتاحف ذات الشهرة العالمية. ويحصد الشهرة الأعلى بلا منازع المتحف الأثري والذي يرجع إلى 4 آلاف سنة من التاريخ يقع المتحف في المبنى الرائع الذي تم تصميمه من قبل المهندس المعماري (بيتكو ممتشيلوف). يحتوي المتحف على أكثر من 55 ألف قطعه تعود إلى العصر الحجري حتى أواخر العصور الوسطى. يمتلك المتحف تشكيلة غنية من القبور الحجرية، والتي سيكون أي متحف أوروبي فخورًا بامتلاكها.. بالإضافة إلى المتحف البحري الوطني الذي تأسس في فارنا في عام 1923، وفي عام 1956 تم نقله إلى فيلا ديانا في حديقة البحر. من أهم القطع الموجودة في المتحف هي السفينة الحربية(درازكي) التي كسبت شهرة بعد إسقاطها للسفينة الحربية التركية (حميدي) خلال حرب البلقان الأولى سنة 1912. وهي السفينة الوحيدة من نوعها التي تم الاحتفاظ بها حتى يومنا هذا. إلى مسرح المدينة والذي تم بناؤه على غرار مباني فارنا. فواجهته على طراز الباروك التي تميل إلى الاستدارة في البناء، وتزينها الزخارف، والأعمدة، والتماثيل، إضافة إلى شوارعها التي تغني فيها الطبيعة لحنًا مسموعًا، وأسواقها التي تحمل معزوفة تاريخية بثوب معاصر، والحديقة المائية الرومانسية. ومن هذا الخليط اكتسبت فارنا موقعها عاصمة بحرية لبلغاريا الأوروبية.
ولأن فارنا عاصمة تتشابك بها المعالم البحرية فقد ضمت، أيضًا، دولفيناريوم، حوض الدلافين، وهو الوحيد في شبه جزيرة البلقان، ومن أهم الأماكن التي تقدمها فارنا لجذب
الزوار. مدة العرض 40 دقيقة. الزائرون سيستمتعون بالذكاء المدهش والمرح للدلافين. إضافة إلى قصر الثقافة والرياضة وهو مكان آخر للكثير من الأعمال, والاجتماعات العلمية والمناسبات الرياضية العالمية المرموقة.
لمن يعشق المغامرة يجد ضالته في رحلة السفاري | إن مناخ فارنا شبه استوائي رطب. ففي فصل الشتاء تصل درجة الحرارة إلى الصفر ليلاً، وتتراوح ما بين 5 درجات إلى 10 درجات نهارًا. تتساقط الثلوج في ديسمبر، ويناير، وفبراير، ونادرًا في مارس. أما فصل الصيف فيحمل معه تباشير الألوان، وحكايات المغامرات التي تبدأ في أوائل شهر مايو وتستمر إلى أوائل شهر أكتوبر، فتصل درجات الحرارة صيفًا بين 18 درجة و21 درجة في الليل، و25 درجة إلى 35 درجة خلال النهار. درجات الحرارة في مياه البحر خلال أشهر الصيف عادة ما تكون: حول 23 درجة و27 درجة، لذا مع هذه الأجواء تبدأ الرياضات البحرية، والاستكشافية مثل رحلات السفاري. فعلى الرغم من أن فارنا مدينة ساحلية بحرية بكل معنى الكلمة، وعاصمة بحرية كما هو متعارف عنها، إلا أنها تتمتع بطبيعة ساحرة ما جعلها تعمد إلى تنشيط الرحلات الاستكشافية، والمغامرات، ورحلات السفاري التي من خلالها يتم استكشاف الجبال، والتلال الطبيعية المحيطة بالمدينة، إضافة إلى مياه الينابيع الباردة والتي تزخر بها المنطقة.
بين هبوط وارتفاع، وبين هضاب، وتلال يستمتع المغامر بالمناظر الطبيعية، والغابات الخلابة، والطيور الغريبة، والحيوانات المنتشرة في المنطقة.. منتهية بزيارة أحد البيوت التراثية التي تتعرف من خلالها على الضيافة البلغارية المغمسة بكثير من البشاشة وحسن الضيافة.
متنزهات ومنتجعات سياحية | شاطئ الرمال الذهبية: يقع شاطئ الرمال الذهبية على بعد 17 كيلومترًا شمال فارنا, وإنها تستحق لقب لؤلؤة ساحل البحر الأسود بسبب متنزهها المميز, وغاباتها المنعشة, والمساحات الواسعة من الرمل الذهبي.
فندق إنترنانشونال تاور سويتس: يعد أضخم الفنادق المجهزة بقاعة اجتماعات في بلغاريا. ويقدم الفندق نوعًا فريدًا من خدمة قاعات الاجتماعات، وهو متخصص في أي طلب مناسب لجميع أنواع الاجتماعات للشركات والمعارض والحفلات وغيرها.
ألبينا: ألبينا متنزه حائز العلم الأزرق, يقع على الخليج الرائع والنظيف بيئيًا على ساحل البحر الأسود البلغاري, وتشتهر فيه حدائق الزهور. بحرها ضحل ويمتد الشاطئ 7 كيلومترات طولاً، و150 مترًا عرضًا.
الريفييرا: تقع الريفييرا 17 كيلومترًا شمال شرق فارنا تمامًا على الشاطئ. وهي مشهورة بالعروض السياحية, وعروض الرسوم المتحركة المرحة والمضحكة.