مشقة
الواجبات المنزلية

حلول مبتكرة كي لا تتحوّل الفروض المدرسية إلى هاجس يلقي بثقله على حياتك.

ليسلي غاريستو بفاف
Leslie Garisto Pfaff

منذ أن أصبحت آلي Ally، ابنة كايلا كيرتون Keyla Kirton من نيويورك، في الصف الابتدائي الثاني، صار إنجاز الفروض المدرسية مهمة تستغرق الأمسية كلها. وتقول كيرتون: «ليس لديها الكثير من الفروض، ولكنها تستغرق في أحلام اليقظة عوضًا عن الانكباب على إنجاز فروضها. وفي بعض الأمسيات، تمضي نحو ساعتين أو ثلاث ساعات في إنجاز فروض لا يتطلّب إنهاؤها أكثر من نصف ساعة». وتعليقًا على هذه الحالة، ترى آن دولين Ann Dolin، المدرّسة السابقة في الصفوف الابتدائية ومؤلفة كتاب Homework Made Simple (تبسيط الفروض المنزلية)، أن الفروض المنزلية التي تُعطى إلى تلاميذ الصفين الثاني والثالث لا تفوق كثيرًا تلك التي تُعطى إلى التلاميذ الأصغر سنًّا، إلا أن التلاميذ الأكبر سنًّا يعاندون إنجازها أكثر بكثير من الصغار. وتُضيف دولين قائلةً: «لحسن الحظ، ثمة استراتيجيات كثيرة يمكن أن تحقّق نتائج إيجابية وسريعة مع طفلك». أما مهمّتكِ الآن، فهي أن تتابعي القراءة!

وفّري البيئة المناسبة لطفلك | عندما تفشل المقولة التقليدية التي تنصحكِ باختيار غرفة معيّنة في بيتك تكون هادئة وملائمة لكي يجلس فيها طفلك يوميًّا وينجز فروضه المنزلية، قدّمي له مشهدًا مختلفًا. فنيل ماكنيرني Neil McNerney، الخبير الاستشاري في الشؤون الأسرية في فرجينيا ومؤلف كتاب Homework: A Parent’s Guide to Helping Without Freaking Out! (دليل الأهل للمساعدة على الفروض المنزلية دون أن يفقدوا صوابهم)، يقول: «إن القدرة على التعلّم وحفظ المعلومات وتذكّرها يمكن أن تتعزّز عندما يعمل الأطفال على فروضهم المنزلية في بيئات متنوّعة». فعلى سبيل المثال، من المنطقي تمامًا أن يحلّ طفلكِ تمارين الرياضيات على طاولة المطبخ وأن يذهب إلى غرفته للقراءة. ولكن، مهما كان قرارك، ينصحك ماكنيرني بأن تحافظي على أمر واحد ثابت، وهو أن تختاري مكانًا واحدًا كي يوضّب فيه طفلك مختلف الأدوات المكتبية التي يستخدمها في إنجاز فروضه.

اسمحي لطفلك بأن يموّه عن نفسه | صحيح أن تحديد جدول زمني معيّن لإنجاز الفروض المدرسية قد يكون مفيدًا، لكنّ النشاطات اللامنهجية بعد الدوام المدرسي قد تمنع طفلك من إنجاز فروضه كل يوم في الوقت نفسه. لذا تقترح آن دولين التالي: حدّدي بشكل حازم أن على طفلك أن يبدأ بإنجاز فروضه المنزلية بعد مرور فترة زمنية معيّنة، أي بعد ساعة أو نصف ساعة من عودته إلى البيت. وحاولي أن تملئي هذا الوقت المستقطع بأنشطة يستطيع طفلك خلالها أن يموّه عن نفسه قبل أن يباشر دروسه. فقد نجحت هذه الطريقة مع آلي بحسب ما تقول والدتها كيرتون مضيفة: «أسمح لها بأن تركض وتلهو في الباحة الخلفية لساعةٍ من الوقت ريثما تستعيد نشاطها، لتنكبّ بعد ذلك على فروضها المنزلية، وتنجزها كلها باستثناء فروض الرياضيات لأنها لا تحبّ هذه المادة كثيرًا، لذا تؤجّل إنجازها إلى أن تستحم وتشعر بالاسترخاء».

حدّدي الإيقاع الملائم | في حال عاد طفلك إلى البيت وأخبرك عن مشروع يتعيّن عليه أن ينجزه للأسبوع المقبل، فقد يكون من المغري أن تحثّيه على الانكباب على المشروع وإنهائه في غضون ليلة واحدة كي يستفيد من راحة مطولة فيما بعد. ولكن بحسب ماكنيرني، فمن الأجدى أن تشرفي على هذه المهمة وأن تساعديه على وضع جدول مناسب يساعده على تقسيم المشروع إلى مهام. ويقول ماكنيرني في هذا السياق: «هذه فرصة ينبغي اغتنامها لتعليم طفلك كيفية اكتساب مهارة إدارة الوقت».

مرّني طفلتك على اكتساب عادات دراسية | حتى إن كان موعد اختبار الرياضيات أو الإملاء هو نهاية الأسبوع، فشجّعي ابنتك على أن تكرّس بضع دقائق يوميًا لمراجعة دروسها ابتداءً من يوم الأحد أو الإثنين. فهكذا لن يداهمها الوقت، وستتمكّن من حفظ المزيد من المعلومات. فالدكتور نايت كورنل Nate Kornell، الاختصاصي في علم النفس في جامعة Williams College في وليامزتاون Williamstown – ماساشوستس، يقول: «إن الدرس بشكل يومي يدفعنا إلى بذل جهود أكبر من أجل التنقيب عن معلومات «منسيّة» في ذاكرتنا، وهذه عملية تساعدنا على ترسيخ المعرفة في الذاكرة قصيرة الأمد والذاكرة طويلة الأمد على حد سواء».

درّبي طفلك على خوض الامتحانات | يشعر الأطفال بالإحباط عندما ينالون علامة متوسطة على اختبار استعدّوا له. لذا احرصي عند الاستعداد للامتحان المقبل، بألا تقترحي على طفلك أن يراجع دروسه لفترة أطول، بل ساعديه على وضع استراتيجيات تساعده على تذكّر المعلومات بفاعلية أكبر. فبحسب نتائج مجموعة من الدراسات الصادرة عن جامعة بورديو Purdue University في وست لافاييت West Lafayette في إنديانا، فمن الأجدى أن يمضي التلاميذ جزءًا من الوقت الذي يخصّصونه لمراجعة ملاحظاتهم، في اختبار أنفسهم حول المواد التي يتعلّمونها. يمكن لطفلك مثلاً تدوين الأسئلة على ورقة، وكتابة الإجابات على الجهة الأخرى من الورقة، ليرى بعدئذ الأسئلة التي أحسن الإجابة عنها. ويمكنك رسم إشارة «صح» إلى جانب الإجابات الصحيحة وإشارة «خطأ» (X) إلى جانب الإجابات الخاطئة. أخيرًا، اطلبي من طفلك مراجعة الأخطاء التي اقترفها لكي يتعلّم الإجابات الصحيحة كافة.

.