مهرجان

الغضا

سياحة صحراوية تستحضر عراقة الماضي وإحياء التراث الشعبي.

وسط الكثبان الرملية وجمال الصحراء وتراثها الأصيل وأجوائها الساحرة يقام في كل عام، مهرجان الغضا في المنطقة الواقعة جنوب مدينة عنيزة بمنطقة القصيم. امتدت نشاطات المهرجان على مساحة تتجاوز 400 ألف متر مربع، لكل ركن فيها على الرمال الناعمة حكاية تمثل محرّكًا مهمًا لجذب أعداد متزايدة من الأسر لتنشيط السياحة الداخلية.

اسم على مسمّى | اكتسب هذا المهرجان اسمه من رمزية شجر الغضا المنتشر في المنطقة.والغضا شجرٌ تمتاز به هذه المنطقة الممتدة بين النفود والسهول جنوب مدينة عنيزة في منطقة القصيم. وقد قيل قديمًا في مضرب المثل لمن ينتظر بلهفة وبصبرٍ نافد: «ينتظر على أحرّمن جمرالغضا».

نشاطات المهرجان | عندما يحلّ الشتاء يعمد زوار منطقة القصيم وسكانها إلى الاستمتاع بطقسه واستدعاء الدفء الممزوج بالمرح، وهذا ما يُرجى أن يحققه مهرجان الغضا كأشهر وجهة سياحية شتوية داخل المملكة، استمرت منذ 15 عامًا ما بين أشجار الغضا ونفود المنطقة الشهيرة. يشمل المهرجان نشاطات شعبية وتراثية متنوعة، وحرفًا يدوية، ونشاطات شبابية وترفيهية وثقافية وخدمات سياحية داخل قرية الغضا التراثية ومتنزهاتها، ومسارح للأطفال، وغير ذلك من نشاطات، تزيد على 50 نشاطًا متميزًا، تم تطويرها عن التجارب السابقة للمهرجان، متطلعة إلى تحقيق الطموح العالي للقائمين على أمر المهرجان، بأن يكون الأفضل على الإطلاق. ويمتد مهرجان الغضا لأطول فترة ممكنة، محقّقًا تطلعات زوار المهرجان بأن يجدوا فيه ما يروي الظمأ، ويشبع نهم البحث عن الجمال. ولم يكن تميّز المهرجان ليتحقق لولا التحضيرات والمجهودات المقرونة بالتصميم على إقامة مدينة صحراوية متكاملة في الرمال، من طريق فريق عمل متكامل.
على هذه البقعة من الصحراء الممتدة والمكونة لمنطقة متنزهات الغضا استمر مهرجان الغضا قِبلة سياحية مهمة يـقصدها السيّاح كل عام من مختلف أرجاء المملكة، ومن دول الخليج العربي والسياح الأجانب.

لكل ركنٍ حكاية | غير بعيد من السوق الشعبية بالمهرجان تتناثر بعض المحلات، مثلاً ستوديو الغضا لهواة التصوير الفوتوغرافي في المواقع المفتوحة ومحبي الطبيعة في متنزهات الغضا، وركن السيارات القديمة لهواة السيارات وعشاق التراث القديم، ومقهى الغضا الذي يقدم خدماته على الطراز التراثي القديم.
تتميز المساحة الممتدة بين النفود والسهل بسحر ألوانها المتنوعة، فبينما تكتسي النفود بحلة ذهبية منعكسة بأضواء الشمس الشتوية التي تظهر من بين ركام السحب بين الحين والآخر، يمتد السهل الأسمر بتشققات تربته الخصبة التي تنتظر غدو أمطار الشتاء ورواحها. وأي بقعة فيها تصلح منصة لهواة الطيران الشراعي، ومكانًا في غاية الروعة لالتقاط الصور وقضاء أمتع الأوقات.
في مساحة أخرى تم تشييد ركن المعالم السياحية، بعرض نماذج مجسّمة لمظاهر الحضارة والتاريخ من دول أخرى، تعرف بحضارات دول أخرى وتراثها.
لا تغادر مكانًا حتى يجذبك آخر، ومن ضمن الأماكن التي تنبئ عن نفسها هي ركن الحرفيين، وخيمة السياحة البرية. أما ركن المأكولات الشعبية فتديره سيدات يحفظن سرّ هذه الأكلات الموروثة عن الأجداد، ويتفننّ في تقديم أطباق القرصان، والمطازيز، والحنيني، وأقراص الكليجا، والفطائر المتنوعة، وغيرها من الأطعمة والحلويات. بين هذا وذاك يسري عبق المشروبات الساخنة، كرائحة القهوة العربية مع الهيل والزعفران تحكي كرم الضيافة العربية، ومشروب الزنجبيل وغيرهما.

وللأطفال متعة | هيأ المهرجان للأطفال الطبيعة الصحراوية، ومكنهم من الانطلاق بحرية، مستمتعين بالتزلج على الرمال، واللعب بالطائرات الورقية، وقيادة الدراجات الرملية. ولا تنتهي المتعة بذلك، بل هناك ركوب الجمال والخيل. ولهذا الغرض فقد تم تخصيص منطقة لألعاب الأطفال مطابقة لمعايير الأمن والسلامة، إلى جانب مسرح مفتوح للطفل يقدم نشاطاته الترفيهية والتربوية. وفي منطقة الألعاب تنبعث متعة الأطفال من خلال تعرّفهم على الألعاب التراثية، ويشاهدون أندادهم يلبسون أزياء تراثية تضفي على هذه الساحة لمسات جمالية تتنوع بين عراقة الماضي ومتعة الحاضر، والتطلع إلى آفاق المستقبل.
يكشف مهرجان الغضا عن كنز طبيعي، وتراث متميز يحكي قصة الإنسان في منطقة القصيم، وكيف يمكن أن يكون التكيّف مع الطبيعة والتواؤم معها والاستمتاع بها. فعلى كثرة المساحات الصحراوية وامتدادها تقابلها مساحات واسعة أخرى هي عبارة عن سهول ممتدة خضراء. يترجم مهرجان الغضا صورة الحنين إلى الطبيعة، وتتيح نشاطاته رؤية الصورة بوجهيها، أحدهما يحمل في طياته مجدًا تالدًا، والآخر حديث ينطق بروعة هذه البيئة الرائعة
.