أميركا ضعيفة
في الرياضيات.. وفي العلوم والقراءة!

أكدت نتائج اختبارين دوليين عقدا مؤخرًا أن الطلاب الأمريكيين ما زالوا متراجعين عن بقية نظرائهم في العديد من الدول الآسيوية وبعض الدول الأوروبية في القراءة والعلوم والرياضيات. فقد تفوق في اختبارات الصف الرابع في الرياضيات أطفال من سنغافورة، وكوريا، وهونغ كونغ، وتايوان، واليابان، وآيرلندا الشمالية، ومناطق الفلمنك في بلجيكا على الأطفال الأمريكيين.
أما في اختبارات الصف الثامن في مادة العلوم، فقد تخلف الطلاب الأمريكيون عن نظرائهم من سنغافورة، وتايوان، وكوريا، واليابان، وفنلندا، وسلوفينيا، وروسيا، وهونغ كونغ. وفي القراءة تقدم الطلاب من هونغ كونغ وروسيا وفنلندا وسنغافورة على زملائهم الأمريكيين. وقد تم استخلاص النتائج من اختبارين أحدهما عن التقدم في شأن القراءة، والآخر عن اتجاهات العالم في شأن العلوم والرياضيات. ومع أن ذلك لا ينفي أن الولايات المتحدة قد حسنت من وضعها خلال السنوات الأخيرة، فباتت الآن ضمن قائمة أفضل 13 دولة في النظم التعليمية في العالم، إلا أن تلك الدول نفسها ما زالت متفوقة، بثبات، عليها.
السؤال هو: ما الذي كفل لتلك الدول التفوق على أميركا في ذلك؟ إن دراسة النظام التعليمي في سنغافورة، الذي ضمن لها تقدمها بين أكبر المراكز المالية العالمية الرائدة، يركّز على التعلم الإبداعي واستقلالية المدارس، علاوة على تحفيز المعلمين.
ومن بين أسباب تقدم هونغ كونغ في القراءة أن النظام التعليمي هناك فرض مادة «الدراسات الحرة» موضوعًا إلزاميًا على مستوى الدراسة الثانوية لتعين الطلاب على التمكن من التفكير النقدي والمهارات الإبداعية.
أما فنلندا فقد تميز نظامها التعليمي بالتقليل من الواجبات المنزلية، والابتعاد عن الامتحانات القياسية التقليدية، وتعظيم مكانة التدريس حيث ينبغي لكل مدرس، الذي يُجزل له في العطاء ويتحمل مسؤوليات كبيرة، أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير.
في الرياضيات وما تعانيه الولايات المتحدة في تعليم هذه المادة، ذهب د. ألون أميت، أحد الدكاترة المتخصصين بالرياضيات، على ما نقله عن موقع slate.com، إلى أن ثمة أسبابًا تقف وراء ذلك من بينها أن الغالبية العظمى ممن يدرسون الرياضيات في المدارس إنما يعرفون قليلاً، وقليلاً جدًا، عن الرياضيات! وعلى تأكيده أن كثيرًا من أولئك المدرسين أذكياء ومهتمون ورائعون، فإنهم في حاجة ماسة جدًا إلى التدريب وصقل المهارات، لكونهم لا يعرفون كيف تحل المسائل الرياضية، ولا كيف تقارب هذه المشكلة. وإذا ما أضفنا إلى ذلك كون الكتب مرعبة وكبيرة الحجم ومربكة ومملة فإن النتيجة التي لا مناص منها، على رأي د. أميت، أن يكره الطلاب الرياضيات ويفقدون الثقة في قدرتهم على التفوق فيها. وإذا ما عُرف السبب بطُل، لا ريب، العجب!